عدد الرسائل : 548 العمر : 35 العمل/الترفيه : طالبة المزاج : متقلب على حسب الاحوال الجوية اعلام الدول : مزاج الاعضاء : المهنة : الهوايات : السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 05/02/2009
موضوع: في بيتنا... صمت رهيب!! السبت يوليو 11, 2009 4:52 pm
في بيتنا... صمت رهيب!!
شكاوى... وشكاوى... - زوجي دائم الصمت... زوجتي لم تعد تطيق الكلام معي و لا تبادلني الكلام... "اذهب يا بني إلى أبيك وقل له كيت و كيت... زوجتي لا تصغي إلي و لا تجيد إلا الثرثرة... آلو: أخبر أمك أن ضيوفا سيأتون معي للغذاء... زوجي لا يمل الحديث مع زملائه في العمل ومع أصحابه، وعند دخوله البيتيكون قد أفرغ جعبته من الكلام ليحل محله الصمت الرهيب ومشاهدة التلفازوتصفح الجرائد... بيتي خال من الضحك والبهجة ومليء بالكآبة والصمت الرهيب...لماذا لا تتكلم ؟ لماذا لا ترد؟ لماذا تتجاهل؟... زوجي يخنقني بتجاهله لي وعدم محادثته لي ورده باقتضاب على تساؤلي... لا اعرف ما الذي يضايق زوجتي... هذه صرخات العديد من الأزواج والزوجات الذين يعانون من غول اسمه: "الصمت الزوجي"!علامات الخطر!!! - في غرفة الجلوس هي تجلس فيأقصى الغرفة.. وهو في الجانب الآخر. يصرف كل واحد منهما عن صاحبه العبثبالهاتف النقال، أو مشاهدة التلفاز، أو تصفح الجرائد، أو... دون أن ينبسأحدهما ببنت شفة. على مائدة الطعام، وحشة الصمت تخيم على المكان، لولا ما تسمعه من مضغ الطعام أو ارتشاف مشروب... وتلك حالة من حالات كثيرة ونموذج لعدد من الأسر التي غاب عن أجوائها طائر الحوار والتفاهم والتقارب. الصمت الزوجي مشكلة عويصة تعاني منها العديد من الأسر... "السكتة الزوجية" سلوك سلبي يعبر عن مدى سمك الجدار الحائل بين الزوجين مما قد يؤدي يوما إلى انفجار عنيف يهز أركان البيت السعيد. قدلا يتصور الزوجان حصول هذا الانحدار في حياتهما الزوجية بعد كل المشاعرالمتوقدة التي جمعتهما، وينقلب كل ذلك إلى صمت رهيب يزلزل أركان بيتالزوجية ويصدع جدرانها فتصبح آيلة للسقوط... فما هي أسباب الصمت الزوجي؟ وكيف لنا تجاوزها ؟ فتور المشاعر بين الزوجين: البرود العاطفي بين الزوجين غالبا ما يكونناتجا عن عدم الاكتراث بالطرف الأخر، أو عن عدم إيلاء التعبير عن المشاعرالعناية اللازمة. فليسأل كل زوج(ة)نفسه(ها): متى عبرت لشريك حياتي عن مشاعري آخر مرة ؟ كم مرة خرجت معه(ها) في نزهة على انفراد ؟ منذ متى أعطيته(ها) هدية؟ كم مرة أعلمته(ها) عن رغبتي في الحديث والمجالسة ؟ أجوبتنا ستدلنا بالتأكيد على مدى رعايتنا لبذرة المودة والرحمة التي قذفها الله تعالى في قلب الأزواج وجعلها من نعمه وآلائه.
أجوبتناستدلنا على مدى اقتداءنا بالهدي النبوي الصافي من خلال سيرة حبيبناالمصطفى عليه الصلاة والسلام مع نسائه، وكيف كان يسابق أمنا عائشة،ويطمئنها على حبه ويشبهه في متانته "بالعقدة". عن ابن القيم قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خلا بنسائه ألين الناس، ضحاكا بساما. عدم الوعي بقيمة الحوار: فهو قنطرة التواصل وحبل الترابط بين الزوجين،فإذا تصدع هذا الجسر، وانقطع هذا الحبل اتسعت مساحة الصمت في الحياةالزوجية، وسمك الجدار الحائل بين الزوجين... قد يصرخ في وجهي أحد الأزواج قائلا: وما فائدة الحوار؟ نحن بالحوار تزداد الهوة بيننا اتساعا، ويتطاير الشرروترتفع الأصوات وتنتفخ الأوداج وتجحظ الأعين... ونضيف أثناءه إلى أرشيفخلافاتنا الزوجية ملفات إضافية ؟" إن هذا أبعد ما يكون عن الحوار. الحوار ليس اصطداما بين آراء متشاحنة وليس فرصة لتوجيه اللوم والعتاب، أوتبادل الاتهامات وارتفاع الأصوات...
الحوار المطلوب إنصات وحسن استماعواختيار للوقت المناسب والكلمة الأنسب والنبرة الهادئة... لأن ارتفاعالصوت والغضب يقتل لغة الحوار بين الزوجين. كماأن فشلنا في إدارة الحوار لا يجب أن يكون ذريعة للتخلي عنه وسد بابهوالاستكانة إلى الصمت والرضا به، مستدلين بحديث الرسول عليه الصلاةوالسلام: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت" رواهالشيخان. فهذا الحديث لا يدعو أبدا إلى نشر ثقافة الصمت السلبي في البيتأو خارجه... بل يحفزنا على اللباقة الكلامية باختيار أحسن الألفاظ، وأجملالتعابير، وهذا ما يجب التدرب عليه واكتسابه... تعالوا إذن-أيهاالأزواج- نرتشف من رحيق سنة حبيبنا وقدوتنا عليه الصلاة والسلام، ونقتربمن بيته صلى الله عليه وسلم لنرى الحوار في أبهى تجلياته. فقد كان النبيالكريم عليه الصلاة والسلام يتحدث مع أزواجه في شؤون الحياة والدعوة،وهكذا نجده في أهم لحظة من حياته صلى الله عليه وسلم، بل وفي حياة البشرجميعا، لحظة نزول الوحي، أول من فزع إليه وركن، ومن أخبر بذلك وأنبأ كانتزوجته أم المؤمنين سيدتنا خديجة رضي الله عنها، حيث قامت بتهدئة روعهوطمأنة فؤاده بذكر خصاله وأخلاقه وسيرته، فكان حوارها بلسما على قلبهالشريف صلى الله عليه وسلم. وفيأحرج موقف له صلى الله عليه وسلم مع الصحابة في صلح الحديبية، عند تماطلهمفي التحلل والاستجابة لبنود الصلح، دخل حائرا على أمنا أم سلمة رضي اللهعنها، فهونت عليه وأشارت عليه لتنقذ المسلمين من هذا الموقف العصيب تجاهنبيهم. وفي حوار الرسول صلى الله عليه وسلم مع أمنا عائشة رضي اللهعنها في حادثة الإفك، بعد علمها بالحدث، من العبر ما به نتعلم فن إدارةالحوار وأدب النقاش الرفيع بين الزوجين. عدم الصراحة والوضوحبين الزوجين: فلا أحدهما يتحدث، ولا الآخر يسأل، وكل منهما يتجرع همومهويحمل في صدره هموما تنوء عن حملها الجبال. تجاهل حقوق الطرفالآخر: وهذا دليل على عدم الاهتمام وقلة التقدير. والله تعالى يذكرنا فيمحكم كتابه العزيز قائلا: "ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهندرجة والله عزيز حكيم" البقرة الآية226. فقيام كلا الزوجين بحقوق الآخرليس تفضلا بل تذكرا لفضله مصداقا لقول الله عز وجل "ولا تنسوا الفضل بينكمإن الله بما تعملون بصير" البقرة الآية235الهروب من مواجهة المشاكل والخلافات: فبعض الأزواج أو الزوجات يفضلونالصمت لعدم قدرتهم على المواجهة ظنا منهم أن تجاهل المشكل كفيل بحله،والواقع يؤكد عكس ذلك بحيث تبقى المشاكل معلقة، وقد تجر معها طابورا منالمشاكل الموالية لأن المشكلة الأم لم تعالج. تناقض الآراء بينالزوجين: في أمور معينة مما يدفع ببعض الأزواج إلى تفضيل الانسحاببالسكوت. فتبقى الأمور بينهما معلقة، والمصالح معطلة. انشغال أحد الزوجين أو كلاهما: بحيث يعود منهكا من عمله، وتعود مرهقةليقابلها البيت ومطالبه والأبناء وحاجاتهم، فلا ينقضي عمل حتى يتلقفهاغيره. ويتعلل كل واحد منهما بقلة الوقت، ونفاذ الطاقة النفسية والذهنية. والعلاج يتطلب تدبيرا جيدا للوقت وبرمجة محكمة للتوفيق بين كل المتطلبات. والأطفال؟أيها الزوجان! إن الخرس الزوجي لا يهدد حياتكما الزوجية فقط، بل يهدد مستقبل وشخصية أطفالكما: فهو يفقدهم الإحساس بدفء الأسرة واستقرارها... يصيبهم بالعجز عن التعبير الجيد عن النفس. يجعلهم انطوائيين، غير قادرين على التواصل مع الغير لأنهم لم يتربوا في جو يسوده الحوار والتواصل. يهددهم بالفشل الأسري هم كذلك لاحقا. والأهم!! إن الصمت الزوجي لا يهدد فقط عشرتكما الدنيوية بسكتة قلبية، بل –وهذا هوالأخطر- يفوت عليكما نعمة التلاحم والتعاون لعبور قنطرة الدنيا إلى الدارالآخرة دار البقاء، حيث يخاطب الباري جل في علاه الأزواج المتقين قائلا : "ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون" الزخرف الآية70.
لا حرمنا الله وإياكم من حبور الدنيا والآخرة. آمين.