أعزائي، يوجد كلام شائع بين السياح الأجانب الذين زاروا الصين يقول: "اذهب
إلى شيآن لمشاهدة الآثار، وتعال إلى قويلين لمشاهدة المناظر الطبيعية." إن
قويلين الواقعة جنوب غربي الصين موقع سياحي مشهور في العالم بمناظرها
الطبيعية، ويوجد في هذه المنطقة ملامح كارستية لا مثيل لها في العالم.
وقبل أكثر من ألف سنة، كان شاعر صيني قد كتب بعد زيارته لقويلين بيتا من
الشعر يقول إن مناظر قويلين أجمل المناظر في العالم، ثم شاع هذا البيت بين
كافة أبناء البلاد ، أما المناظر الجميلة في قويلين، فهي أكثر ما يثير
إعجاب الناس وتطلعهم إليها. وفي فقرة "محطة اليوم" نرافقكم في زيارة
قويلين للتمتع بمناظرها التي يطلق عليها لقب "أجمل المناظر في العالم".
يقول الصينيون دائما إن أي مكان تتواجد فيه المياه، أصبح له روح. إن نهر
لي جيانغ هو روح قويلين ومناظرها. ويعتبر نهر لي جيانغ الذي يبلغ طوله
الإجمالي 83 كيلومترا ويمتد من مدينة قويلين إلى محافظة يانغشوا نموذجا
لإنهار الصين. المياه الخضراء الصافية والقمم الشاهقة المتتابعة ومناظر
المزارع على الضفتين تنضم مثل الأشعار إلى الرسومات الجميلة، وكل بقعة من
المناظر هي رسم تقليدي بالحبر الصيني. لذلك، تعتبر محافظة يانغشوا جوهر
مناظر قويلين.
أعزائي، عندما يسدل الليل ستاره، تصبح المياه في نهر لي جيانغ والجبال
حوله في محافظة يانغشوا خشبة مسرح. ويعرض حين ذاك على سطح النهر بمسافة
كيلومترين مسرحية "الأخت ليو سان جيا" الكبيرة للرقص والغناء.
وفي عتمة الليل ، تتردد أغنية جبلية حلوة وجذابة من بعيد تجعل الناس
حالمين فيها، وتضاء فجأة المصابيح وتظهر 12 قمة أمامنا على الضفة المقابلة
لنهر لي جيانغ، الأمر الذي يثير إعجاب وتصفيق المشاهدين. وشارك أكثر من
600 ممثل في هذه المسرحية، ومعظمهم ليسوا محترفين، بل فلاحين محليين.
وخلال العرض الذي استمر 70 دقيقة، ظهرت للمشاهدين الحياة اليومية البسيطة
للصيادين على ضفتي نهر لي جيانغ وملامح أبناء الأقليات القومية الذين
يعيشون في هذه المنطقة، حيث عرضت فعاليات صيد الأسماك وزراعة الحقول
وتربية الأبقار وحكايات قومية تشوانغ وأغانيها الجبلية وغيرها من أشياء
كثيرة بين الجبال والمياه، وشكل الاندماج الرائع بين الإنسان والطبيعة
مشاعر خيالية للمشاهدين.
ومنذ بدء عرض هذه المسرحية الضخمة التي تتخذ مناظر نهر لي جيانغ كخلفية
وحكاية الفتاة ليو سان جيا من قومية تشوانغ كموضوع وأخرجها المخرج الصيني
المشهور تشانغ يي مو في أكتوبر عام 2003، تعرض مرة على الأقل كل يوم، ولا
تكاد مقاعد المدرجات على ضفتي نهر لي جيانغ والتي تتسع لأكثر من 2000 شخص
مستوعب المشاهدين كل يوم.
وبعد انتهاء العرض، وفي بار بمحافظة يانغشوا، اشاد الألماني توماس لوبيس
وزوجته السيدة مارتينا لوبيس بهذا العرض. وهذه هي المرة الأولى التي يزور
فيها الزوجان آسيا والصين، وقالا إنهما اختارا محافظة يانغشوا، لإنه لم
تخطر في بالهما زيارة آسيا من قبل، وبفضل اقتراح صديق هونغ كونغي، قررا
التوجه إلى قويلين وخططا البقاء فيها خلال يومي نهاية الأسبوع. ومضى يوم
فقط على هذه الرحلة، لكن المناظر الجميلة في نهر لي جيانغ جعلتهما لا
يريدان المغادرة.
"هذا مكان جميل جدا، وهذه المرة لن تكون الآخيرة لزيارتنا للصين."
"الناس هنا وددون، فهم يرحبون بنا ويتحدثون معنا، وأشعر بالثقة معهم.
بالتأكيد أننا سنزور الصين مرة أخرى لنتجول في الأماكن الأخرى في هذا
البلد."
مثلما قال الزوجان الألمانيان، تجذب المناظر الفريدة في قويلين العديد من
السياح الصينيين والأجانب لزيارتها. حتى أن بعض السياح الأجانب قرروا عدم
المغادرة والبقاء في يانغشوا، الشاب ألفونسو أكسبوسيتو القادم من أستراليا
أحدهم، وصل إلى يانغشوا قبل خمس سنوات وتزوج فتاة محلية، الآن لديهما ولد
محبوب. ويعمل الزوجان في بار في شارع الغرب باعتباره شارعا تجاريا مشهورا
في يانغشوا. وقال أكسبوسيتو:
"مناظر يانغشوا جميلة جدا ويوجد هنا نهر لي جيانغ الجميل، وينبغي عليك
زيارة هذا النهر بعد وصولك إلى هنا. والمناظر هنا فريدة ومتميزة جدا في
الصين. يانغشوا مكان صغير وهاديء وخطوات الحياة هنا بطيئة جدا. وكان
العديد من السياح الأجانب يخططون في بداية وصولهم إلى يانغشوا للبقاء فيها
لمدة يومين أو ثلاثة أيام فقط. ولكنهم سكنوا فيها أسبوعا أو أسبوعين في
النهاية، لأن الحياة في هذا المكان مريحة جدا ويمكنك أن تستريح فيه بشكل
جيد."
وحسب احصاءات مصلحة السياحة بمدينة قويلين فإن عدد السياح الذين استقبلتهم
المدينة عام 2005 وصل إلى 12 مليون شخص بمن فيهم مليون سائح أجنبي. وخلال
الفترة من يناير إلى أغسطس العام الجاري، استقبلت قويلين 700 ألف سائح
أجنبي، ومن المتوقع أن تستقبل 1.1 مليون سائح أجنبي خلال هذا العام.
وأوضح تشن يون تشون نائب مدير مصلحة السياحة بمدينة قويلين أن قولين هي
مقصد سياحي دولي تروجه منظمة السياحة العالمية. وفي أوساط السياحة
الدولية، يوجد رمزان لمناظر الصين، أحدهما سور الصين العظيم في شمالها،
والآخر هو مناظر نهر لي جيانغ الجميلة والناعمة في قويلين في جنوبها.
ويرغب العديد من السياح وكبار المسؤولين الأجانب في زيارة قويلين، اذا
وصلوا إلى الصين. وحتى الآن، استقبلت قويلين 108 رؤساء أجانب. وتوجه
الرئيس الأمريكي الراحل ريتشارد نيكسون إلى قويلين خلال زيارته الأولى
للصين عام 1972. وبعد مشاهدته مناظر نهر لي جيانغ، قال إنني زرت أكثر من
80 دولة وأكثر من 100 مدينة في كل أنحاء العالم، وأشعر بأن هذا المكان هو
الأجمل".
وأوضح السيد تشن يون تشون أنه من بين السياح الأجانب الذين يزورون الصين
كل سنة عدد قليل من السياح الافارقة، ولكن المدينة تتخذ حاليا إجراءات
لجذب السياح الأفارقة. مشيرا إلى أن مدينة قويلين شاركت خلال السنوات
الأخيرة في النشاطات الإعلامية السياحية التي أقيمت في جنوب افريقيا مما
جعل السياح الأفارقة يتعرفون من خلالها على المزيد من مناطق الصين، معبرا
عن ثقته بأن السياح الأفارقة سيزداد عددهم سنة بعد أخرى.
وفي العديد من الأماكن في العالم، فرض تطور السياحة وازدياد عدد السياح
ضغوطا كبيرة على البيئة المحلية حتى أضر بها. ولكن عندما تتجول في قويلين،
ستجد أن الهواء منعش ومياه نهر لي جيانغ صافية دائما، وعندما طل على
المدينة، تبدو المباني مثل لوحة جميلة بين قطع كبيرة من النباتات الخضراء.
ووصف خبير في وزارة البناء الصينية قويلين بأنها مدينة صالحة جدا لإقامة
الانسان.
واشار تشن يون تشون نائب مدير مصلحة السياحة بمدينة قويلين إلى أن بيئة
قويلين ومناظرها هي الوحيدة في الصين بل وفي العالم كله، ومن أجل حماية
البيئة الأحيائية في هذه المدينة، تتخذ مدينة قويلين الحماية كمبدأ أساسي
لتنمية سياحتها. حيث اغلقت نحو 30 مصنعا ملوثا في بداية ثمانينات القرن
الماضي لحماية نهر لي جيانغ. وقال تشن يون تشون:
" حرصت كل دورة من الحكومات المحلية على وضع حماية البيئة الأحيائية في
المكانة الأولى. ويشمل ذلك مشاريع التنمية السياحية، واذا فشلت المشاريع
في التقييم الأحيائي، فلن ندعمها أبدا. والتنيمة في قويلين في الوقت
الحالي تلتزم بعدم دعم أية مصانع ملوثة. ويجب ان يعتمد تطور الصناعة على
التكنولوجيا العالية. أعزائي المستمعين، اذا تعبتم من ضجيج المدن، واذا
اردتم التمتع بجمال المناظر الطبيعية المميزة في الصين، فتعالوا إلى
قويلين. وعبر نائب مدير مصلحة السياحة بمدينة قويلين عن ترحيب المدينة
بالأصدقاء المحليين والأجانب: "قويلين هي مدينة مشهورة في العالم بخضرة
جبالها وروعة مياهها وغرابة كهوفها وجمال أحجارها. ونرحب بصدق بكل
الأصدقاء لزيارة قويلين، ومرحبا بأصدقائنا الأفارقة من غربي آسيا لزيارة
مدينتنا."
مناظر اخري من الصين