القران ميزانك
بسم الله الرحمن الرحيم
عندما تدخل سوقا لتشتري دقيقا او اي شيء اخر فلا بد لك من ميزان كي تزن
المقدار الذي تريد شرائه والميزان هو واحد عند كل بائع فلا تختلف بقياس
بضاعتك عند اي منهم... ولكن تخيل معي لو ان لكل بائع ميزانا خاصا به. كيف
ستحصل على حقك
من المؤكد انه لن يكون هناك حق لان كل واحد منهم يدعي انه
هو المحق وغيره باطل... ان هذه الحالة هي حالة قد تكون خيالية في السوق
ولكنها في الواقع موجودة بيننا في فهم الناس للحياة فمنهم من جعل مقياسه
اللذة ، واخر جعلها العاطفة، واخر يزن بالمادة وحدها، واخر يقدس حرية
الفرد....فاءي منها هي الميزان
ما هو ميزانك في معرفة الحق هل هو عقلك
وحده، وهل يدرك عقلك كل شيء بدون دليل مساعد، وهل تضمن ان هواك ومصالحك لن
تؤثر على عقلك في تفكيره واذا اختلفت العقول اين يكون الحق.
ان اعرف من يصلح عطل سيارة اذا عطلت هو صانعها، كذلك حياة البشر في الارض
لا يصلحها الا منهج خالقها ( الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ) ان
المرجع الوحيد الذي لديه الحق المجرد هو هذا القران الذي هو ( كتاب احكمت
اياته ثمم فصلت من لدن حكيم خبير ).
انه الكتاب الذي ( بالحق انزلناه وبالحق نزل )، وهو الذي خاطب به الله
رسوله صلى الله عليه وسلم ( انا انزلنا اليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس
بما اراك الله ).
فهو المرجع الذي يحل مشاكلنا، حتى ان ابا بكر الصديق رضي الله عنه قال (
لو ان عقال بعير ضاع مني لوجدته في كتاب الهك )، وهذا القول ليس مدحا
للقران ولكنه الحقيقة التي لم يعرفها احد الا المسلم الذي يجعل القران
ميزانه وهو حكمه. ولكن
( افراءيت من اتخذ اله هواه افاءنت تكون عليه وكيلا ) .
المشكلة ربما فينا ... نريد الحق على هوانا، ولا نريد ان نتبع الحق ( ولو
اتبع الحق اهواءهم لفسدت السموات والارض ومن فيهن ). فلهذا فسد عراقنا
وشعبنا وعوائلنا... لاننا عاملناهم بما نريد لا بما ربنا عز وجل يريد....
صارت موازيننا هي الحكم لا موازين الحق جل وعلا... ( فلذلك فادع واستقم
كما امرت ولا تتبع اهواءهم وقل امنت بما انزل الله من كتاب وامرت لاعدل
بينكم الله ربنا وربكم لنا اعمالنا ولكم اعمالكم لا حجة بيننا وبينكم الهت
يجمع بيننا واليه المصير ).
تريد النجاة ..... اذن فتمسك بحبل الله ولا تجعله وراءك ظهريا فيحل عليك
غضب الله كما حل على اليهود من قبل ( ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق
لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا
كفروا به فلعنة الله على الكافرين ) ولا احسبك تريد هذا.. فاقراء
القران... وتدبر القران... واعمل بالقران... وحكم حياتك بالقران... حتى
تنال الامان... في قصر من قصور الجنان.